الغبار و محلول الغسيل، عطور جديدة في نيويورك
ابتكر شابان لمحبي العطور الذين سئموا الروائح التقليدية، أريج عطور جديدة مستوحاة من واقع الحياة و الطبيعة مثل الغبار والكاوتشوك و الصنوبر أو حتى رائحة القاعة التي يسجى فيها الميت.
- ابتكر شابان نيويوركيان لمحبي العطور الذين سئموا الروائح التقليدية، أريج عطور جديدة مستوحاة من واقع الحياة و الطبيعة مثل الغبار والكاوتشوك والصنوبر أو حتى رائحة القاعة التي يسجى فيها الميت.
فقد اسس كريستوف بروسيوس (39 عاما) وكريستوف غيبل (37 عاما) في العام 1994 شركتهما الصغيرة "ديميتر فراغرنسيس لايبريري" التي تجمع بإبداع بين الطرافة و الموضة والدعابة لتعرض على شريحة شابة من الزبائن تبحث عن جديد عطورا لا يمكن إيجادها في مكان آخر.
و يوضح كريستوف بروسيوس الذي ترك عمله في مجموعة لمستحضرات التجميل ليخوض مغامرته، "أردنا استحداث روائح نابعة من ذكرياتنا.. بحيث تحمل كل رائحة من يختارها إلى مكان أو زمان خاص جدا بالنسبة له. على سبيل المثال فان الطماطم تذكرني ببستان جدتي عندما كنت العب و أنا في الرابعة من عمري بالتراب واشم رائحة جذوع الطماطم".
لكن يبدو أن المصممين الشابين استبعدا الروائح الكريهة من عطورهما وحتى أن أريج "الغبار" أو "محلول الغسيل" الذي ينتجانه منعش للآنف.
و هما يعرضان في محلهما في غرينتش فيليج بنيويورك مجموعة تضم نحو مئة عطر يفوح منها مزيج من روائح متنوعة.
فبعضها يذكر بداخل سيارة جديدة والغراء والبلاستيك أو الثلج وفتات الخبز، وأخرى ب"الحمام" و"بطاقات نقدية جديدة" أو "الغازولين". وكل هذا بسعر 15 دولارا لقارورة العطر.
و يروي كريستوف غيلب الذي استهل حياته المهنية في "الماركتينغ"، دراسة السوق والدعاية والتسويق، "بدأنا في ابتكار روائح لا يمكن إيجادها في أي مكان آخر و هدفنا هو في الحقيقة وضع كل الروائح اللذيذة المستحبة في العالم داخل القارورة".
و أضاف "اتبعنا مفهوما يجمع بين المتعة و الدعابة مقرونتين بالذاكرة و ما يمكن أن تثيره (الرائحة) من أحاسيس ومشاعر. وعندما يرى الزبائن مثلا أسماء مثل طماطم أو "غبار" أو "جين تونيك" يكون هناك نوع من المرح والضحك".
و يؤكد "أردنا أن نكون مختلفين عن غيرنا، اكثر مرحا واسترخاء" من مصممي العطور التقليديين.
و تقول كارن وود و هي زبونة من مانهاتن أنها تعشق عطور "ديميتر فراغرنسيس لايبريري" لأنها تجسد "مفهوما إبداعيا طريفا و مثيرا. فمعظم العطور مثل دونا كارين ورالف لورين او كالفن كلاين متشابهة و تنضح بأريج متقارب، بينما عطور ديميتر مريحة ناعمة و مختلفة ناهيك عن سعرها الرائع".
و ترى انتونيلا بوروميتي و هي سيدة أخرى من محبي العطور الجديدة "إنها ظاهرة موضة شديدة الخصوصية" و"سعرها المنخفض وهامشيتها يجذبان الشبان".
و تؤكد علامة ديميتر انها نجحت في جذب نجوم كبار من هوليوود أمثال كلينت ايستوود وكيت موس و شارون ستون الذين اختاروا عطر "ديرت" أي الغبار، واوما ثرمان التي فضلت عطر "الشتاء".
و قد حققت ديميتر العام الماضي رقم أعمال يزيد عن المليون دولار وتعمل حاليا على إنتاج روائح جديدة. و يتوقع هذا الخريف وصول الماريجوانا إلى رفوف ديميتر بعطر "بوت"، أي "العشب" باللغة العامية المحلية. وللاحتفال بعيد الشكر (ثانكسغيفينغ) سيكون هناك عطر "بامكين باي" (كعكة اليقطين).
و عطور ديميتر لم تسوق بعد في الخارج لكن هناك مشروعا قيد الإعداد في هذا الصدد للخريف مع هارودز كبرى المحلات اللندنية.